لأوّل مرّة في إسرائيل: المجلس الإسرائيليّ للاستهلاك ينشر مقياس الإنصاف

 

 

قام المجلس الإسرائيليّ للاستهلاك بإطلاق مقياس الإنصاف في الحياة التجارية. الإنصاف هو السلوك المباشر والشفاف للمشتغل تجاه المستهلك، بدون محاولة تضليله أو استغلال ضعفه أو ضائقته لغرض سيئ. أهداف مقياس الإنصاف هي: تطوير نموذج لقياس الإنصاف، بلورة مقياس لقياس الإنصاف في المصالح التجارية، قياس ومسح وضع الإنصاف في فرع اقتصاديّ يتمّ اختياره، وتوفير أدوات تقييم للمستهلكين.


تمّ تطوير مقياس الإنصاف من خلال إجراء بحثيّ اشتمل على التطوير، التحليل، ووضع معايير لعدم إنصاف شبكات ودكاكين تسويق غذاء، اختبار المعايير من خلال مجموعات بؤرية، تفعيل المعايير من خلال استطلاع هاتفيّ، إجراء استطلاع شامل يتضمّن لقاءات هاتفية مع عيّنة تمثيلية من السكان البالغين في إسرائيل، وجمع المعطيات وإعدادها.


تمّ تطبيق المقياس - أوّل مرّة - على فرع دكاكين الغذاء في إسرائيل. ففي هذا المجال قام الطاقم بتعريف 14 حادثًا تعبّر عن مقاييس من عدم الإنصاف لشبكات ودكاكين تسويق غذاء، من بينها: لافتة تعلن عن تخفيض في سعر منتج ما، لكنّ التخفيض ساري المفعول بالنسبة إلى من يلبّي شرطًا معيّنًا لم يظهر في اللافتة أو أنّه ظهر بأحرف صغيرة جدًّا، كتابة على بطاقة المنتج تختلف عن المكوّنات التي يحتويها، فعلًا؛ عدم وجود منتجات خاضعة للرقابة (مثل الخبز الموحّد والبيض)، وبدلًا منها منتجات شبيهة غير مراقبة وسعرها أعلى، لم يُذكر سعر لوحدة قياس من أجل المقارنة (السعر لـ 100 غم)، أسعار تنتهي بـ 99 أغورة، وغيرها.


يتضح من البحث أنّ نحو 9 من بين 10 (86% من السكان) يعتبرون هذه الأحداث "غير منصفة". إنّ عدم الإنصاف في فرع دكاكين الغذاء يُعتبر ظاهرة واسعة تستدعي التطرّق إليها: 1 من بين 2 (54% من السكان) قد تعرّضوا لعدم الإنصاف في شبكة الغذاء التي يشتري منها المستهلك غالبية المشتريات للبيت. الدكاكين والأسواق الصغيرة (مينيماركتات) أكثر إنصافًا مقارنة بشبكات تسويق الغذاء. من بين 5 شبكات الغذاء الكبيرة، تبيّن أنّ المشترين من "حتسي حينام" و"شوفرسال" قد تعرّضوا أقلّ - بصورة نسبية - إلى حوادث غير منصفة، بالنسبة إلى شبكات أخرى.


غالبية المستهلكين (62%) لا يقفون غير مبالين أمام حادث غير منصف: نصف المستهلكين (51%) يشكون في شبكة الشراء؛ 46% يعملون بشكل فاعل وفوريّ، أي أنّهم يتنازلون عن المنتج، يخرجون من الدكان، أو يقرّرون عدم العودة إلى الشراء من الدكان نفسه؛ 39% يشركون في تجربة الشراء غير المنصفة مستهلكين آخرين، و16% يشكون في واحدة من منظمات المستهلكين.


مدير عامّ المجلس الإسرائيليّ للاستهلاك، المحامي إهود ﭘلـﭺ، يذكر أنّ عدم الإنصاف أصبح ثقافة دنيا في الحياة التجارية في إسرائيل، وأنّ الطريق إلى محاربة هذه الظاهرة تأتي من خلال الفاعلية الاستهلاكية القائمة على شجب ومعاقبة المصالح التجارية غير المنصفة. وأضاف المحامي ﭘلـﭺ أنّ مقياس الإنصاف سيمنح جمهور المستهلكين في إسرائيل الأداة التي ستعكس لهم وضع الإنصاف في المصالح التجارية، وستمكّنهم من "التصويت بأقدامهم ومحافظهم" بموجب مدى إنصاف المصلحة التجارية، حسَب المعطيات.